إشتدي أزمة تنفرجي ***قد آذن ليلك بالبلج
وظلام الليل له سرج ***حتى يغشاه أبو السرج
وسحاب الخير له مطر *** فإذا جاء الإبان تجي
وفوائد مولانا جمل ***لسروح الأنفس والمهج
ولها أرج محي أبدا ***فاقصد محيا ذاك الأرج
فلربما فاض المحيا ***بحور الموج من اللجج
والخلق جميعا في يد ***فذوو سعة وذوو حرج .
ونزولهم و طلوعهم *** فإلي درك وعلى درج
ومعايشهم و عواقبهم *** ليست في المشي على عوج
حكم نسجت بيدي حكمت ***ثم إنتسجت بالمنتسج
فإذا اقتصدت ثم انعرجت ***فبمقتصد وبمنعرج
شهدت بعجائبها حجج ***قامت بالأمر على الحجج
ورضا بقضاء الله حجا ***فعلى مركوزته فعج
وإذا انفتحت أبواب هدى ***فاعجل بخزائنها ولج
فإذا حاولت نهايتها ***فاحذر إذ ذاك من العرج
لتكون منه السباق ***إذا ما جئت إلى تلك الفرج
فهناك العيش وبهجته ***فلمبتهج ولمنتهج
فهج الأعمال إذا ركدت ***فإذا ما هجت إذن تهج
ومعاصي الله سماجتها ***تزدان لذي الخلق السمج
ولطاعته و صباحتها ***أنوار صباح منبلج
من يخطب حور الخلد بها *** يظفر بالحور والفنج
فكن المرضي لها بتقى ***ترضاه غدا وتكون نجي
واتلوا القرآن بقلب ذو حزن ***وبصوت فيه شجي
وصلاة الليل مسافاتها ***فاذهب بها بالفهم وجي
وتأملها ومعانيها ***تأت الفردوس و تفترج
واشرب تسنيم مفجرها ***لا ممتزجا وبمتزج
مدح العقل لأتيه هدى ***وهوى متون عنه هجي
وكتاب الله رياضته ***لعقول الخلق بمندرج
وخيار الخلق هداتهم ***وسواهم منه همج الهمج
فإذا كنت المقدام فلا تجزع ***في الحرب من الرهج
وإذا أبصرت منار هدى ***فاظهر فردا فوق الثبج
وإذا اشتاقت نفس ***وجدت ألما بالشوق المعتلج
وثنايا الحسنى ضاحكة ***وتمام الضحك على الفلج
وعياب الأسرار إجتمعت ***بأمانيها تحت السرج
والرفق يدوم لصاحبه ***والخرق يصير إلي الهرج
صلوات الله على المهدي ***الهادي الناس إلي النهج
وأبي بكر في سيرته ***ولسان مقالته اللهج
وأبي حفص وكرامته ***وفي قصته سارية الخلج
وأبي عمر ذي النورين ***المستحي المستحي البهج
وأبي حسن في العلم إذا ***وافى بسحائبه الخلج
وعلى السبطين وأمهما ***وجميع الآل بهم فلج
وعلى الحسنين وأمهما ***وجميع الآل بهم فلج
وعلى الأصحاب بجملتهم ***بدلوا الأموال مع المهج
وعلى أتباعهم العلماء ***بعوارف دينهم البهج
وأختم عملي بخواتمهم ***لأكون غدا في الحشر نجي
يارب بهم وبآلهم ***عجل بالنصر وبالفرج